الأمن الغذائي" هو السابع في سلسلة التقارير السنوية التي يصدرها المنتدى
العربي للبيئة والتنمية (أفد) عن وضع البيئة العربية. يؤكد هذا التقرير
الحاجة إلى إدارة أكثر كفاءة لقطاعي الزراعة والمياه، بهدف تعزيز إمكانات الأمن الغذائي
الحاجة إلى إدارة أكثر كفاءة لقطاعي الزراعة والمياه، بهدف تعزيز إمكانات الأمن الغذائي
يأتي هذا التقرير بعد تقارير البيئة العربية - تحديات المستقبل
(2008)، أثر تغير المناخ على البلدان العربية (2009)، المياه - إدارة
مستدامة لمورد متناقص (2010)، الأقتصاد الخضر في عالم عربي متغير (2011)،
خيارات البقاء - البصمة البيئية في البلدان العربية (2012)، الطاقة
المستدامة (2013).
يشكل الأمن الغذائي مصدر قلق كبير للبلدان العربية. فقد كانت تسعى الى
هدف تحقيق نسبة أعلى من الاكتفاء الذاتي الغذائي، لكن هذا الهدف بقي بعيد
المنال. وعلى رغم محدودية الأراضي الزراعية وشحة الموارد المائية، لم
تستخدم البلدان العربية إمكاناتها الزراعية بطريقة فعالة وكفوءة. وأدت
السياسات والممارسات الزراعية غير الملائمة الى انتقاص القدرة البيولوجية
للموارد على تجديد خدماتها، كما تهدد الاستدامة الزراعية.
دفعت أزمة الغذاء في السنوات الأخيرة والارتفاع الحاد غير المسبوق في
أسعار الغذاء، مقرونين بقيود على الصادرات فرضتها بعض البلدان المنتجة
للغذاء، الى تجديد الدعوة لضمان مصادر غذائية موثوقة في بلدان تعتمد على
واردات الغذاء مثل البلدان العربية. والسؤال هو: إلى أي مدى يمكن للموارد
الزراعية المتوافرة على مستوى البلدان منفردة والمنطقة مجتمعة أن تفي
بالطلب على الغذاء في العالم العربي؟ ما هي فرص تحقيق الاكتفاء الذاتي
الغذائي في ظل التزايد السكاني وأثر تغير المناخ على موارد الأراضي
والمياه؟ ما هي الخيارات البديلة المتاحة للبلدان العربية لضمان أمنها
الغذائي؟
هذا التقرير هو نتيجة عمل تعاوني، لمجموعة من الخبراء القياديين
ومنظمات وجامعات ومراكز أبحاث إقليمية ودولية. ساهم في العمل أكثر من 200
باحث واختصاصي. وعقدت اجتماعات تشاورية عديدة لمناقشة مسودات التقرير،
تُوجت باجتماع إقليمي استضافه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية،
حيث راجع 40 خبيراً من 14 بلداً و21 مؤسسة مسودات التقرير مع المؤلفين.
الميزة الجديدة للتقرير تتمثل في الخرائط التي تظهر موارد المياه
والأراضي في المنطقة العربية، وقد تم إنتاجها بالتعاون مع المركز الدولي
للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) استناداً إلى أحدث البيانات.
وتذهب هذه الخرائط أبعد من تحديد وفرة الموارد في كل بلد، إذ تبرز مسارات
بديهية للتعاون الإقليمي مبنية على أساس تباين الثروات الطبيعية للبلدان.
يأمل "أفد" أن يساعد هذا التقرير البلدان العربية في تبني سياسات
صحيحة وتخصيص استثمارات طويلة الأجل، تضمن لها إمدادات غذائية مستدامة تلبي
الحاجات المتنامية باستمرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق